بسم الله الرحمن الرحيم
وَبِهِ تَوْفِيقِي
الحَمْدُ لِله المُفَقِّهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ فِى الدّين وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محَمَّدٍ الأَمِينِ المُؤَيَّدِ بِكِتَابِهِ المبين المُتَمَسَكِ بِحَبْلِهِ المَتِينِ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَبَعْدُ فَقَدْ سَنَحَ بِخَلَدِي أَنْ أَخْتَصِرَكِتَابِي المُسَمَّى بِـ «كَافِي الْمُبْتَدِي» الكَائِنَ فِي فِقْهِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلِ الصَّابِرِ لِحُكْمِ الملِكِ الْمُبْدِي لِيَقْرُبَ تَنَاوُلُهُ عَلَى الْمُبْتَدِئِينَ وَيَسْهُلَ حِفْظُهُ عَلَى الرَّاغِبِينَ وَيَقِلَّ حَجْمُهُ عَلَى الطَّالِبِينَ وَسَمَّيْتُهُ أَخْصَرَ المُخْتَصَرَاتِ؛ لأَنّي لَمْ أَقِفُ عَلَى أَخْصَرَ مِنْهُ جَامِعِ لِمَسَائِلِهِ فِي فِقْهِنَا
مِنَ الْمُؤَلَّفَاتِ. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ فَارِنِيهِ وَحَافِظِيهِ وَنَاظِرِيهِ إِنَّهُ جَدِيرٌ بِإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ وَأَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ مُقَرّباً إِلَيْهِ فِي جِنَانِ النَّعِيمِ وَمَا تَوْفِيقِي وَاعْتِصَامِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.
الشرح
ذكر المؤلف في مقدمته أمورًا:
أولا: البداءة بالبسملة؛ تأسيًا بالكتاب العظيم، واقتداء بالنبي الكريم . وبين أن بيد الله وحده سبحانه لا بغيره التوفيق والهداية، والتوفيق: هو أن لا يكلك الله إلى نفسك.
ثانيا: التثنية بعدها بالحمدلة، والحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال
على وجه المحبة والتعظيم.
والحكمة من البداءة بها: أن في الحمد شكرًا لله، ومع الشكر يؤمل المرء
بالزيادة، قال تعالى: ﴿لين شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم (٧).
ثالثًا: ثلث بالصلاة والسلام على نبينا محمد .
وصلاة الله على نبيه : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، قال أبو العالية: صلاة الله
There are no reviews yet.