تكمن أهمية كتاب “سيكولوجية الجماهير” في كونه إحدى الدراسات الاجتماعية المتقدمة،
التي عنيت بدراسة الخصائص النفسية للجماهير،
والمحرضات التي تحفزها على الحركة والثورة ضد الحاكم.
ومن هذا المنطلق، يرى “غوستاف لوبون” بأن الجماهير الثائرة تغلب عليها العاطفة لا العقلانية، ولذلك فإنها لا تتفاعل مع المجادلات العقلية،
بل تتوق إلى من يوقد فيها الحماس عبر الشعارات والعبارات الرنانة.
ويذهب “لوبون” إلى تقرير فرضية مخيفة:
بأن الجماهير لا تزيح الديكتاتور نظراً لاستبداده السياسي،
وإنما تفعل ذلك لأنه لم يعد في نظرها قوياً أو قادراً على بث روح الحماسة فيها،
وأن هذه الجماهير سرعان ما تتوق إلى استبداله بدكتاتور آخر يلهب حماسها،
إذ أنها عاجزة عن التفكير العقلي، كما أنها مدفوعة في سلوكها بحالة اللاوعي التي تسيطر بالكامل على قرارتها وأسلوب تفكيرها.
There are no reviews yet.