الله جميل يحب الجمال

وعلى ذكر قراءة اليوم لحديث «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» تذكرت جماله سبحانه وتعالى من يوم أن فتحت عيني على الدنيا، شاهدتُ جماله في الآفاق، وفي الأنفس، وفي الوهاد والجبال، والحدائق الغنّاء، والبساتين الفيحاء، في الظلال، في

الجنات والشواطئ والأنهار والمحيطات والبحار.

رأيت هذا الجمال وأنا طفل في قرية من قرى جنوب المملكة، وكانت جميلة جدا، قبل أن تغيّرها عوامل التعرية والوسائل الحديثة، من الطرق والعمارات والمشاريع، فلم يكن فيها إلا مزارع القمح والذرة والشعير، فكنتُ أنغمس في هذه المزارع، أخرج في الصباح مع أهلي وجيراننا في القرية، فأطارد مرة حمامة ومرة عصفورا، وأشاهد مزارع الذرة تتمايل، ثم مزارع القمح بعدها ومزارع الشعير، وأنظر إلى الأرض وهي سندس أخضر ؛ لأن قريتنا كانت بين جبلين في جمال ساحر باهر، والأرض مخضرة خاصة في وقت الأمطار، كان الوادي يسيل عينا معينا.

فكنت ألعب مع الأطفال في الغدران، فإذا جماله سبحانه

وتعالى يظهر في الطبيعة، والله عز وجل – يعيد أفكارنا