وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية بعنوان “منهج الإمام علي بن المديني في إعلال الأحاديث دراسة نظرية تطبيقية من خلال الكتب التسعة” تقدم بها الكاتب لنيل درجة الماجستير في تخصص السنة وعلومها من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت إشراف د. “عبد العزيز بن محمد السعيد” وذلك عام 1424 هـ – 2003 م.
وتناولت هذه الرسالة إبراز دراسة مناهج الأئمة الأوائل في تعليل الأحاديث، وعلى رأسهم الإمام علي بن المديني الذي اتفق أهل زمانه ومعاصروه أنه أعلم أهل عصره في علل الحديث حتى قال رفيقه في الطلب الإمام “أحمد بن حنبل”: “أعلمنا بالعلل علي بن المديني”.
وقال تلميذه أبو حاتم الرازي: “كان ابن المديني علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل”.
ويكفي دلالة على مكانته أن نعرف أن جهابذة النقد في علم العلل هم تلاميذه وتخرجوا على يديه كأبي حاتم الرازي والبخاري الذي كان يقول: “ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني”.
فهو سليل مدرسة عريقة عميقة الجذور في الحديث وعلله، كيف ولا، وشيخاه: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي هما من مدرسة الإمام الناقد شعبة بن الحجاج.
وهذا الإمام فقدت أغلب كتبه التي حوت إعلاله للأحاديث والموجود منها نزر يسير مع أنه مكثر من التصانيف، فذكر له الخطيب في “الجامع” ما يزيد على خمسة وعشرين مصنفًا، لذا كانت أهمية نقل نقول ابن المديني وجمعها والعناية بها من مظان كتب التراث وكتب علوم العلل؛ للتعرف على أوجه الخلاف الواقع بينها، مع بيان الراجح منها.
وقام الباحث بحصر الأحاديث التي أعلها ابن المديني بعلة مؤثرة، إما بإرسال، أو وقف، أو قلب، أو انقطاع خفي، أو إبدال راو بآخر، أو زيادته أو نقصه، أو رجّح بين رواتها.. إلى غير ذلك من صور تعليل الأحاديث، ولم يدخل في البحث الأحاديث التي ذكر ابن المديني فيها رأي غيره من العلماء، واقتصر من تلك الكتب على الكتب التسعة لتوسعها.
وتكونت خطة البحث من مقدمة وتمهيد ودراسة نظرية ودراسة تطبيقية وخاتمة تتلوها الفهارس.
There are no reviews yet.