[AAA] Naql al-Adīb – نقل الأديب

أيام التابعين المضمّخة بذلك العبق الفريد، وتلك المشاعر الاستثنائية وكأنّي بشوارعهم العتيقة وفوانيسهم المعلّقة على أبواب مساجدهم الطينية، وكأني بخطواتهم المخبتة ونوافذهم المشرَعة على عهد الصحابة.. كلها تنبعث عبر كلماتهم ومواعظهم وصدقهم

قال المؤلف: سميت هذه الأوراق “الرجل النبيل” لأنه عليه الصلاة و السلام أنبل رجل عرفته البشرية، ولأن النبل ظاهر في تفاصيل حياته، في رضاه وغضبه، في حزنه وفرحه، قبل نبوته وبعدها، فهو بحق الرجل النبيل

(أجمل ما في الحياة الأنس بالله) الذي ينبت النور في القلوب، ليثمر أنوارا وأقمارا ربانية تهدي صاحبها إلى باب المليك، وإلى جنة القرب من الرب الرحيم، وتظله بظلال الفكرة والعبرة، فتكون سياجا بينه وبين الشيطان ، ودربا مستقيتها ممتدا بالطاعة إلى قرب الرحمن. لقد جاءت مادة هذا الكتاب حكما من زاد الصالحين، ومن درر القول، وهي باب عظيم للتفكر، ودعوة للأوبة والتوبة، فهي نعم الزاد، يرتفع به بناء الطاعة والهدى، وتضيء القلوب بأنور الحكمة والتقى . ولقد تنوعت هذه الحكم ، فمنها ما يأخذ بيد المسلم إلى التوبة فالتوبة استشعار الوجل إلى الأجل، ولا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات، فسبحان من يذنب العبد فيستحي هو منه. ومنها ما يدعو العبد إلى العمل: لا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم.

من الكتب التي طبقت شهرتها الآفاق، والتي لا غنى عنها لمن أراد أن يعرف تاريخ الفرق الإسلامية من حيث النشأة والرجال والأفكار، كتاب « الفرق بين الفرق » للأستاذ الإمام أبي منصور البغدادي الشافعي. وقد تميز هذا الكتاب بأن صاحبه الأستاذ الإمام قد خط لنفسه منهجًا تفرد به، فلم يسر على منهج الإمام أبي الحسن الأشعري ولكنه استفاد ، مادته، وقد أثر هذا المنهج في تلامذة البغدادي، حتى إن الإسفراييني سار في كتابه «التبصير) سير أ أستاذه، ولا أكون مبالغا إذا قلت: إن الإسفراييني سلخ كتابه من ” كتاب أستاذه. من

وقد جاءت هذه الطبعة لتكميل النقص الذي اعترى الطبعات الأخرى، ولمساعدة الباحثين والمتخصصين عند العودة لهذا الكتاب.