إِنَّ الحَمْدَ اللهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ الحقِّ، فَبَلَّعَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، ونَصَحَ ا الأمة وجَاهَدَ فِي اللهِ حُسْنَ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، فَصَلَوَاتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ و مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بَعْدُ فَلَقَدْ كَانَ مِنْ تَوْجِيهَاتِ فَضِيلَةِ شَيْخِنَا مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ العُتَيمِينِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى – وَنَصَائِحِهِ الجَلِيلَةِ إِلَى طَلَبَةِ العِلْمِ، أَنْ يُبَادِرُوا فِي سَيْرِهِمْ لِنَيْلِ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ إِلَى اسْتِحْضَارِ النَّيَّةِ الصَّحِيحَةِ الخَالِصَةِ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَقْصِدُوا بِذَلِكَ رَفْعَ الجَهْلِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَعَنْ غَيْرِهِمْ لِيَعْبُدُوا اللهَ عَلَى بَصِيرَةِ، وَلِيَكُونُوا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَأَنْ يَتَجَمَّلُوا بِآدَابِ العِلْمِ عِبَادَةً وخُلْقًا وَسُلُوكًا.
وأَنَّ مِنْ أَقْرَبِ الطُّرُقِ لِإِدْرَاكِ العِلْمِ هُوَ العِنَايَةَ التَّامَّةَ بِقَوَاعِدِهِ وَأُصُولِهِ؛ حَتَّى يَسْتَطِيعَ الطَّالِبُ أنْ يُنَزَّلَ المَسَائِلَ الجُزْثِيَّةَ عَلَى القَوَاعِدِ الكُلِّيَّةِ.
There are no reviews yet.