التعريف بموضوع الكتاب:
إنَّ مِن حِكْمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ ورَحمتِه بعِبادِه أنْ شَرَع لهم عِباداتٍ جَعَلَها على قِسْمَينِ: فَريضةٌ أمَرَهم بها وألزَمَهم فِعْلَها، وتطَوُّعٌ نَدَبَهم إلى فِعْلِه وحَثَّهم عليه ليزدادوا أجرًا وثوابًا، ولِيُكمِلَ به ما نَقَص من الفَرائِضِ، وقد جَعَل لكُلِّ فَرضٍ تطَوُّعًا مِن جِنْسِه؛ فالطَّهارةُ لها تطَوُّعٌ من جِنْسِها، والصَّلاةُ لها تطَوُّعٌ مِن جِنْسِها، وكذلك الصِّيامُ، والصَّدَقةُ، والحَجُّ والعُمْرةُ، كُلٌّ له تطَوُّعٌ مِن جِنْسِه.
وفي هذا الكِتابِ بيانٌ لأحكامِ التطَوُّعِ في العِباداتِ: (الطَّهارةُ، والصَّلاةُ، والصِّيامُ، والاعتِكافُ، والصَّدَقةُ، والحَجُّ والعُمْرةُ والطَّواف)، وهو مُسْتَلٌّ مِن كِتابِ «فِقْهُ العِباداتِ» مِن الموسوعةِ الفِقْهيَّةِ، مع تنقيحٍ لِبَعضِ المسائِلِ وزياداتٍ.
ومِن أهمِّ ما يُميِّزُ الكِتابَ:
1- الاهتمامُ بذِكرِ المسائلِ المُجمَعِ عليها، وما حُكِي فيه الإجماعُ.
2- ذِكرُ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ، أو ما تَشتمِلُ عليه مِن أوجُهٍ وأقوالٍ راجِحةٍ.
3- الاقتصارُ على أرجَحِ الأقوالِ في المَسألةِ، المبنيَّةِ على الأدلَّةِ الصَّحيحةِ.
4- دَعمُ القَولِ الرَّاجِحِ بذِكرِ أبرَزِ مَن اختارَه مِنَ العُلَماءِ المُحقِّقينَ، وغالبًا ما نَصنَعُ هذا إذا كان ذلك القَولُ الرَّاجِحُ خِلافَ ما ذهَبَ إليه الجُمهورُ، ومِن هؤلاءِ المحقِّقينَ: ابنُ حَزمٍ، وابنُ عبدِ البَرِّ، والنوويُّ، وابنُ حَجرٍ العسْقَلانيُّ، وابنُ تيميَّةَ، والشَّوكانيُّ، والشِّنقيطيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين، وغيرُهم؛ وذلك لاهتمامِهم بالدَّليلِ الصَّحيحِ، والترجيحِ بناءً عليه، بالإضافةِ إلى عَددٍ مِنَ المجامِعِ الفقهيَّةِ، ولجانِ الفتوى.
5- الاهتمامُ بالمسائلِ التي يَحتاجُها عامَّةُ النَّاسِ.
6- الحِرصُ على تَيسيرِ المعلومةِ؛ حيثُ صِيغَتْ بعباراتٍ عِلميَّةٍ سَهْلةٍ وواضحةٍ ومُختصَرةٍ.
There are no reviews yet.