في هذا الكتاب سبع وعشرون قصة قصيرة، كتب أكثرها في الفترة الممتدة بين أواسط الثلاثينيات وأواسط الأربعينيات. وهي قصص من الحياة، سماها مؤلفها كذلك لأن الحياة الفتها كما يقول)، ومما يلاحظ فيها أن أكثرها قصير لا يكاد يتجاوز الصفحات العشر طولاً، باستثناء واحدة تجاوز الثلاثين.
هذا من حيث الشكل، أما من حيث المحتوى فيجمع أكثرها أنها تعالج مشكلات اجتماعية أو أخلاقية. وفي الكتاب “لوحات” اجتماعية تاريخية هي أقرب إلى التراث الشعبي فيما تقدمه من أوصاف وصور منها في شارع ناظم باشا” و “نهاية الشيخ” و “العجوزان”. وفيه قصة من الأدب الرمزي هي قصة بردى” التي تحكي سيرة حياة النهر بأسلوب رواني رمزي كما تحكى سيرة رجل من الناس، وفيه قصتان من الأدب الوطني الصارخ الذي يستنهض الهمم وينفخ الحياة في الأموات: “جبل “النار” و”بنات العرب في إسرائيل”.
ولأنها قصص من الحياة، ولأنها تسعى إلى تقويم ما في الحياة من عيوب وعلاج ما فيها من أمراض، فقد اضطر مؤلفها إلى وصف العيب والجهر بتشخيص المرض” في بعض المواقف، وهو أمر ساءه فاعتذر منه في مقدمة الطبعة الأولى من الكتاب، وفيها يخبرنا أنه تردد طويلاً قبل أن يأذن بنشر هذه القصص، ثم علل دافعه إلى نشرها في مقدمة الطبعة الأخيرة.
There are no reviews yet.