إنَّ الالتزامَ بالأخلاقِ الحَسَنةِ والابتعادَ عن سَيِّئِها طاعةٌ للهِ تعالى، وهو علامةٌ على كمالِ إيمانِ الإنسانِ، وسَبَبٌ ينال به محبَّةَ اللهِ تعالى له، وسَبَبٌ لثِقَلِ ميزانِه يومَ القيامةِ، ودخولِ جنَّتِه.
ولا يخفى ما للأخلاقِ بقِسمَيها المحمودِ والمذمومِ من آثارٍ على الأفرادِ والمجتَمَعاتِ؛ فالتمسُّكُ بالمحمودِ منها سَبَبٌ عظيمٌ للتآلفِ والمحبَّةِ بين النَّاسِ، وحصولِ السَّلامِ والأمانِ، وانتظامِ الأمورِ، وتوفُّرِ الخيراتِ، وهناءِ العَيشِ. والوقوعُ في مستنقَعِ الأخلاقِ المذمومةِ يورِثُ ضِدَّ ذلك من الشَّقاءِ، وحصولِ العداواتِ، وانخرامِ الأمنِ، وتنغُّصِ حياةِ الناسِ.
ولأهمِّيَّةِ الحديثِ عن الأخلاقِ محمودِها ومذمومِها قامت مؤسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ بإخراجِ موسوعةٍ عن الأخلاقِ والسُّلوكِ بقِسمَيها، وقد تميَّزت بالاستيعابِ والشُّمولِ، مع حُسنِ العَرضِ والترتيبِ، والاقتصارِ على الصَّحيحِ من الأحاديثِ. ثمَّ قامت باختصارِها على نحوٍ لطيفٍ جامِعٍ لمقاصِدِها، بحيث يُناسِبُ كافَّةَ القُرَّاءِ، خاصَّةً مع كِبَرِ حَجمِ الأصلِ وضَخامةِ مادَّتِه؛ حرصًا على تسهيلِ العلومِ الشَّرعيَّةِ وتقريبِها ليَعُمَّ نَفَعُها.
وهذا هو الإصدارُ الثَّاني بعدَ إعادةِ النَّظَرِ في الإصدارِ الأوَّلِ، وإضافةِ جُملةٍ أخرى مِنَ الأخلاقِ والسُّلوكِ، وتعديلِ ما يَلزَمُ تَعديلُه.
وقد اقتصر العَمَلُ في هذا المختَصَرِ على الآتي:
– الإبقاءُ على أكثَرِ العَناوِينِ المُدرَجةِ تَحتَ كُلِّ خُلُقٍ أو سُلوكٍ كما في الأصلِ.
– اختصارُ التَّعريفاتِ مع الاكتفاءِ بالمعنى الاصطِلاحيِّ.
– الاقتصارُ على بعضِ الأدِلَّةِ مِن القُرآنِ والسُّنَّةِ وبعضِ أقوالِ السَّلَفِ.
– انتقاءُ بَعضِ النماذجِ في المحمودِ مِنَ الأخلاقِ والسُّلوكِ.
– الاكتفاءُ بذكرِ بَعضِ الأشعارِ والأمثالِ والحِكَمِ في كُلِّ خُلُقٍ أو سلوكٍ.
وفي الجُملةِ، فقد حُذِف ما يمكِنُ الاستغناءُ عنه من استطراداتٍ، وما لا يناسِبُ ذِكرُه في المُختَصَراتِ؛ ليخرُجَ الكتابُ في مجلَّدٍ واحدٍ، سَهلٍ تناوُلُه، خفيفٌ مَحمَلُه، غزيرةٌ معلوماتُه، يمكِنُ الانتفاعُ بقراءتِه في البيوتِ أو المساجِدِ، أو المجالسِ ودُورِ العِلمِ.
There are no reviews yet.