الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونسترشده ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، سبحانك لا نحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك ، فأنت الحكم العدل ، وأنت أحكم الحاكمين ، أمرت بالعدل والقسط ، وقلت في الحديث القدسي : « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) .
والصلاة والسلام على رسول الله الله ، المبعوث رحمة للعالمين ، الذي أرسله الله تعالى مع الأنبياء والمرسلين بالبينات ، ليقوم الناس بالقسط ، فأقام دين الله ، وبين شرعه ، وكان الأمين ، والحاكم العدل ، والقاضي بالقسط ، والحافظ الحدود الله .
وبعد : فإن القضاء في الإسلام يمثل صورة مشرقة في التاريخ الإسلامي ، ويتبوأ مركزاً مهماً في الشريعة الغراء ، ويحتل ركناً أساسياً في الفقه الإسلامي ، وتتمثل فيه الصورة الحقيقية للتطبيق الصحيح لأحكام الله تعالى ، وقام فعلاً بهذه الوظيفة المقدسة ، وأقام العدل ، ونفذ حكم الله تعالى ، فكان مفخرة الأمة في تاريخها المجيد ، حتى صار مضرب المثل في النزاهة والحياد والعدل والقسط ، وكان القضاة المسلمون – في الجملة والغالب – أنموذجاً رائعاً ، ومثلاً عالياً لمن ينشد الحق والعدل .
There are no reviews yet.