بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سيئات أعمالنا، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد: فإن كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث (۱) من أحسن الكتب المصنفة في حكاية مذهب السلف. وقد استوعب جملة العقائد في أصول الملة، وأقام عليها الدليل من الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة، بعبارات جزلة واضحة ونفَس سلفي نقي، فكان كاسم مصنفه «صابونًا» من مختلف للقلوب، يجلو عنها لوثات أهل الأهواء والبدع ويدعها بيضاء ناصعة نقية.
وقد كان لمحنة القول بخلق القرآن التي جثمت على صدر الأمة، وابتلي بسببها الأئمة، خلال الفترة الممتدة من سنة مائتين وثمانية عشر، آخر خلافة المأمون العباسي، حتى خلافة المتوكل سنة مائتين واثنتين وثلاثين، أثر كبير في نشاط أهل السنة في تدوين مسائل السنة والاعتقاد، والرد على الجهمية والمعتزلة، فكثرت المصنفات المسندة في هذا الباب، حتى فاقت مائة
أيضًا : (الرسالة) في اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة). وقد حققه
ناصر بن عبد الرحمن الجديع وبدر بن عبد الله البدر،
(۱) ويسمى جمع من الباحثين، منهم : ونبيل بن سابق السبكي. جزاهم الله خيرا .
There are no reviews yet.