(أجمل ما في الحياة الأنس بالله) الذي ينبت النور في القلوب، ليثمر أنوارا وأقمارا ربانية تهدي صاحبها إلى باب المليك، وإلى جنة القرب من الرب الرحيم، وتظله بظلال الفكرة والعبرة، فتكون سياجا بينه وبين الشيطان ، ودربا مستقيتها ممتدا بالطاعة إلى قرب الرحمن. لقد جاءت مادة هذا الكتاب حكما من زاد الصالحين، ومن درر القول، وهي باب عظيم للتفكر، ودعوة للأوبة والتوبة، فهي نعم الزاد، يرتفع به بناء الطاعة والهدى، وتضيء القلوب بأنور الحكمة والتقى . ولقد تنوعت هذه الحكم ، فمنها ما يأخذ بيد المسلم إلى التوبة فالتوبة استشعار الوجل إلى الأجل، ولا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات، فسبحان من يذنب العبد فيستحي هو منه. ومنها ما يدعو العبد إلى العمل: لا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم.